السبت 5 تشرين الثاني (نوفمبر) 2005
من يزرع البؤس يحصد الغضب
نعم، الحياة فى الأحياء الشعبية هى العنف اليومى :
ـ العنف فى أن تُرفض لكل عمل تتقدم له، على الرغم من أنك حاصل على كل المؤهلات المطلوبة ولكن لأن هيأتك ليست هى الهيئة المطلوبة ـ العنف فى أن تضطر للعمل فى أعمال صغيرة بشكل مؤقت، عمل العبيد الذى تحصل فى مقابله على الفتات ـ العنف فى أن تفشل دراسيا حتى قبل أن تدخل المدرسة ـ العنف فى أن تتكدس الأسر فى مساكن غير آدمية لعدم توافر منازل لائقة ـ عنف المجتمع الذى يتم فيه اختزال المرأة إما فى العاهرة وفتاة البورنو أو فى الأم حبيسة المنزل ـ عنف التحرشات البوليسية اليومية ـ عنف المجتمع المنافق الذى لا يدع خيارا إلا بين الانغلاق العرقى و الشيزوفرينيا
ليس « الشباب » هم العنيفين هنا، ولكنه هذا المجتمع. وسائل الإعلام ورجال السياسة والمسئولين يطالبوننا بأن نعطيهم فرصة أخرى؟ ولكن من أجل ماذا؟ من أجل أن يحكم قانون المال والمنافسة (التى تعنى العزل والاستبعاد)، باختصار قانون الأقوى؟
هؤلاء الشباب هم جيراننا وأبناؤنا وأخواتنا وإخوتنا، ولهم الحق فى أن يثوروا وفى أن يرفضوا الإهانات المستمرة. يمكننا بالطبع أن نتناقش فى الوسائل اللازمة لذلك، ولكنه يجب ألا ننسى المناورات والاستفزازات البوليسية الدائمة !
الثورة هى كل ما يتبقى لمن لا يملكون شيئا، وهى كرامة كل من يرفضون الخضوع.
ولكن حتى لا نظل بلا غد، فإن هذه الانتفاضة يجب أن تستمر وتنظم وتوجه نفسها. يجب أن تتحول إلى مقاومة واعية، لأن العدو اليوم فى غاية القوة. ولهذا فإنه يجب عليها أن تتفادى الفخاخ التى تنصب لها من قبل كافة الأحزاب السياسية والمؤسسات الدينية والمنظمات المدنية التى تدَعى تمثيلنا. إن الاستقلال والتضامن هما ما سيسمحان بتغيير ميزان القوى وبإنضاج وعى هذه الحركة حتى تتحول إلى ثورة حقيقية. إن التغيير الجذرى للمجتمع هو وحده الذى يمكنه أن يضع حدا لهذا الظلم الاجتماعى المتسبب فى كل مشكلاتنا الحالية.