يبدو الأمر وكأنه يوجد نمط محدد مسبقا او برنامج سابق التجهيز لكل ما يسمى ( ثورات الربيع العربي) ، مظاهرات تخرج ضد سلطة شائخة فاسدة ومتحللة، تقمعها قوات شرطة النظام، يتدخل الجيش بإيقاف القمع بعد فترة ويعلن نفسه قوة محايدة خارج النظام وحكم ما بين القوى السياسية، إغراق المظاهرات في التصويت والانتخابات، أستخدام السلفيين كفزاعة لإخافة القوى الليبرالية تسليم السلطة للجناح اليميني للنظام ممثلا في الإسلام السياسي المعتدل ( الأخوان) لفترة، ومن ثم إعادة نقل السلطة لأجنحة أخرى من النظام السابق، أجنحة لم تكن تبرز في الصفوف الأولى منه، ما سبق هو تقريبا ملخص ما حدث في كل ثورات الربيع العربي، مع فوارق متباينة تفرضها الظروف المحلية لكل دولة قام فيها، دائما يدخل الإسلاميون على الخط، ودائما ينتهي الأمر بإعادة تسليم السلطة للنظام السابق ، ودائما الجيش يلعب دور الحكم المحايد، ودائما ما ينتهي الحراك الثوري بوضع أسوأ أقتصاديا وسياسيا مما قامت تلك الثورات عليه، الليبراليون يحلو لهم دمغ تلك الثورات بأنها فاشلة، بينما اليسار التقليدي يصمها بأنها مؤامرة خارجية على أنظمة الحكم الوطنية، الحقيقة أننا نرى أن تلك ( الثورات) قد نجحت فعلا، نجحت في مهمتها المحددة لها بدقة، نجحت نجاحا باهرا.
يمكننا طبعا تبرير وتفسير هذا الرأي