المغرب: تحيا نضالات الشباب والشعب ضد الفساد والاستبداد ومن أجل الصحة والتعليم والحرية!

En français : MAROC : VIVE LA LUTTE DE LA JEUNESSE ET DE LA POPULATION CONTRE LA CORRUPTION ET L’ARBITRAIRE ET POUR LA SANTÉ, L’ÉDUCATION ET POUR SA LIBERTÉ ! (https://cnt-ait.info/2025/10/11/maroc-genz)

منذ أسابيع، يخرج آلاف الشباب المغاربة إلى الشوارع، يرفعون صوتًا واحدًا وصادقًا يختصر جوهر المطالب الشعبية: مستشفيات تليق بالكرامة، مدارس للجميع، حياة تستحق أن تُعاش، نهاية الفساد، وانبلاج فجر الحرية…
هي صرخة عادلة ومنطقية. غير أنّ الدولة المخزنية والملكية الشريفة لم تجب عليها إلا بالعنف والقمع، فأطلقت كلابها الحارسة من شرطة ودرك وجيش لتواجه المطالب بالعصا، والمظاهرات بالاعتقالات، والصرخات بالتهديدات والترهيب.
وقد جرى بالفعل توقيف أكثر من مائة شاب في كبريات مدن المملكة: الرباط، الدار البيضاء، القنيطرة، مراكش، أكادير، فاس… وغيرها.

ها هي الأقنعة تسقط، فينكشف وجه النظام المغربي الذي طالما ادّعى “الانفتاح” و“الاعتدال”. وتتجلّى أمامنا حقيقة راسخة طالما أثبتها التاريخ: متى ما مُسّت مصالح الدولة أو جيوب الأسياد، فإنّ السلطة لا تتردّد لحظة في قمع من يجرؤون على المطالبة بحقوقهم، ولو بالقدر اليسير منها.
فالدولة، مهما تزيّنت بأقنعة الديمقراطية، ليست جهازًا محايدًا ولا هيئةً فوق الطبقات، بل هي في جوهرها التنظيم الأعلى لسلطة الطبقة المالكة والمستغِلة وأعوانها، الإطار الذي يحرس مصالح الرأسمال وامتيازات السادة.

بينما تُبنى الملاعب للبرجوازية وأصحاب الثروات، يعيش العمّال في البؤس، والشباب أمام أفق مسدود

في الوقت الذي يُمعن فيه النظام الفاسد في بناء الملاعب واستقبال التظاهرات العالمية ككأس العالم 2030، مسخّرًا مليارات لخدمة هيبةٍ زائفةٍ وعرضٍ دعائيٍّ يُرضي أسياده في دوائر رأس المال العالمي والإمبريالية، تتحوّل المستشفيات إلى مقابر للأحياء: أطباء معدودون، معدات شبه معدومة، نقص في الأدوية، وغياب تام للحدّ الأدنى من شروط الرعاية الإنسانية.
أما المدارس، فهي تغرق بالاكتظاظ، ومعلموها مثقلون بالظلم والاحتقار، وأُسر التلاميذ تُترَك لتدبّر أمرها وحدها.

Lire également : #Maroc #GenZ ; nous voulons du pain, pas des jeux ni la Coupe d’afrique des nations ! (https://coupedumondefricimmonde.wordpress.com/2025/09/30/maroc-genz-can)

لقد اختارت الرأسمالية المغربية، التي تتجسّد في الملكية ذاتها، طريقها بوضوح: الاستثمار في الترف والبهرجة لتجميل الواجهة، وإخفاء الخراب الاجتماعي والاقتصادي الكامن وراءها. فالثروات تُوجَّه لخدمة الأقلية، بينما تُترك الطبقات الشعبية والعمالية فريسة الفقر والتهميش، لا تنال من الدولة سوى التجاهل أو الاحتقار.

حركةGen’Z: نضال مستقل، لا أحزاب ولا نقابات وبمعزل عن بيروقراطياتها

هذه الحركة الوليدة تمثل نفسًا جديدًا في جسد الشعب، نقيًا وصادقًا، ينبض بالأمل.
لم تولد من رحم الأحزاب القديمة التي ملّت منها الجماهير بعد عقود من الوعود الفارغة، ولا من النقابات البيروقراطية التي ارتمت في أحضان “الشراكة الاجتماعية” لتساوم على فتات وتبيع نضال العمال مقابل رضى السلطة.

بل هي حركة نابعة من القاعدة، من الشباب أنفسهم، من الذين قرّروا أن يأخذوا مصيرهم بأيديهم.
إنها حركة منظمة ذاتيًا، بلا زعامات ولا هرمية، بلا قادة ولا أجهزة، حيث تتشكل المجموعات وتتواصل وتتجمّع وتخرج إلى الشارع معًا.
هنا تتجسد روح التضامن الشعبي والعمّالي الحق: قوة الجماهير التي تنهض من الأسفل، لا تنتظر منقذًا ولا مخلّصًا.
وإلى هذه القوة يجب أن يتجه الرهان، فمصدر التغيير الحقيقي هو الشعب حين ينظم ذاته بوعيه وإرادته.

ما الذي تعلمناه من هذه النضالات وماذا نقترح

  • الصحة والتعليم ليسا سلعة
    الرعاية الصحية والتعليم لا يمكن أن يكونا بضائع تُقاس بأرباح أو تُشترى بالدولار. يجب أن يكونا مجانَيْن بالكامل كي يصبحا في متناول كل إنسان، وأن تُدار خدماتهما ديمقراطيًا من قِبَل من يعملون فيها ويستفيدون منها: الأطباء والممرضين، الأساتذة، المستخدمون والطاقم الإداري وغيره. الإدارة الذاتية (الأوتوجestion) هي الإطار الذي يضمن هذا الحق، ويجعل الوصول إلى هذه المقومات حقًا دائمًا وغير قابل للمساس، بغض النظر عن إمكانيات الأفراد المالية. وليس للدولة السلطوية ولا للشركات متعددة الجنسيات ولا للمستثمرين الخواص الفاسدين أن يضمنوا هذه الحقوق بدافع الربح.
  • التنظيم الذاتي هو مفتاح التحول الثوري
    الانطلاق نحو عمق الثورة يمر عبر التنظيم الذاتي والافقّية: نعم لمبادئ ورؤية واضحة، لكن لا للزعامات والهرميات. بدلًا من ذلك، نُعطِي الأولوية للمجالس الشعبية، العمالية، الفلاحية والشبابية؛ للجنة النضال؛ للمجموعات الأفقية ذات الإدارة الديمقراطية. بالعمل المباشر والمنظم معًا ننتزع حقوقنا وحريتنا.
  • القمع لن يكبت الغضب
    لا تستسلموا للترهيب. كل اعتقال يجب أن يلقى رد فعل جماعي متنظّم. تضامن مع المعتقلين! إطلاق سراحهم فورًا وبلا قيد ولا شرط! دعم متبادل ضد العنف البوليسي! لنتذكّر أيضًا أن قوة الدولة وتعداد سادتها أقلّ من قوة شعب منظّم — والتضامن المنظّم أقوى من كل أدوات القمع.
  • نداء للانشقاق عن الأجهزة السلطوية
    ندعو إلى انشقاق قوات القمع: الشرطة، الدرك الملكي والجيش — ليس انتقامًا بل لحرمان النظام من أدوات العنف، لتعميق الثورة وضمان نجاحها.
  • كل شيء مترابط
    الصحة والتعليم مرتبطان بالعمل والسكن ومستوى المعيشة وبالديمقراطية الحقيقية. بؤس الشعب شامل، لذا يجب أن تكون النضالات شاملة كذلك: إنهاء هذا النظام الرأسمالي الفاسد ودكتاتورية المال التي تقيدنا.
  • وجهتنا: الشيوعية التحريرية — الأناركو-نقابية كأداة نضالية
  • نحن، المناضلون الثوريون الأناركسيون والأناركو-نقابيون، لا نعتبر هذا مجرد احتجاج عابر؛ إنه نَسَمَةُ حُرية تُفضح فشل الرأسمالية والدولة والنظام الملكي، وتُظهر فساد النظام النقدي وسمّيته. ما دام سادتنا في مواقعهم، وما دامت البرجوازية في مواقعها، ومرةً بعد أخرى تُترك الثروات والمقررات بيد هذه الأقلية الطفيلية، فستظلّ مكاسبنا هزيلة أو تُنتزع منا عند أول فرصة.
  • الحقوق الاجتماعية والحرّيات السياسية، ولو انتزعت بجهد، لا يمكن أن تكون نهائية في ظل نظام مبني على الملكية الخاصة والمال. في بلد تُسوَّق له ديمقراطية برلمانية أو ملكية دستورية كحلم بعيد، لا تكفي الإصلاحات الجزئية.
  • نحن نطالب بالوصول الفعلي إلى الرعاية الصحية والتعليم، وفي الوقت نفسه النضال لأجل ديمقراطية حقيقية وحريتنا. حان الوقت للتحرّر — سواء رغبت الدولة أو الملك أو رأس المال أم لا. يجب مصادرة ممتلكات البرجوازية: تأميم وسيلة الإنتاج ومصادرة ثروات ومنع امتيازات العائلات المالكة، وتحويل أدوات الإنتاج إلى ملكية مشتركة لمن يعيشون منها ويعملون بها، مع إدارة ذاتية ديمقراطية عبر مجالس متجذرة وموحّدة تهدف إلى هدم هذا النظام واستبداله.
  • نريد نظامًا اجتماعيًا شعبيًا يُنظّم دون دولة مُسيطرة، بلا حكومات سلطوية أو رؤساء مسيطرين؛ نظامًا بلا سادة ولا مستغلين، ديمقراطيًا حقيقيًا ومباشرًا، حيث يقرّر المنتجون والحياتيون معًا ما يحتاجونه ويصلون بحرية ومجانًا إلى ضروريات الحياة بحسب حاجاتهم.

هذا مجرد البداية! الثورة في بدايتها — نداء للإطاحة بالملكية وتوسيع التضامن الدولي

نضال الشباب المغربي نضالنا أيضًا. التضامن الدولي واجب — ما يحدث في الرباط أو الدار البيضاء قد يكون شرارة تقطع رؤوس الاستبداد في بلاد أخرى: باريس، الجزائر، تونس، مدريد… لأن الرأسمالية قد أنهت دورها في كل مكان؛ والعالم ما يزال قابلًا لأن يُستردّ لصالح الناس، لصالح الشيوعية التحررية.

الدولة والرأسمالية والمال ليست فقط بالية بل مفيدة لقلة طفيلية تضحّي بحياتنا من أجل أرباحها ومظاهرها الباذخة. في كل مكان ينتفض الشباب والعمّال — من نيبال إلى إندونيسيا إلى مدغشقر — وما يحدث في المغرب له بعدها العالمي.

نذكر هنا أننا لا نرى إلغاء الملكية كغاية نهائية بحد ذاته، بل كمرحلة ورمز مهم؛ فالمسألة الجوهرية هي هدم كل جهاز السلطة الطبقي والرأسمالي وتفكيك أدواته: علاقات الملكية الرأسمالية، المال، مؤسسات القمع، كل هياكل السيطرة.

لذلك ندعو إلى:

  • نشر صوت هذه النضالات والحرية في كل مكان.
  • فضح وتضييق الخناق على القمع وتعميق الثورة القائمة — هذه البداية فقط، ويجب أن تتعمّق.
  • دعوة لانشقاق قوات القمع والجيش عن النظام.
  • التحرك نحو القصر الملكي في الرباط ليس لأخذ السلطة لذاتها، بل لإسقاط الملكية وتفكيك مراكز قوتها ثم تفكيك الدولة والحكومة كاملةً.
  • استبدال الدولة بحلف فيدرالي من مجالس عمالية، فلاحية وسكانية، مستقلة وأفقية وتدير نفسها ذاتيًا.
  • نسج روابط مباشرة بين نضالاتنا عبر الحدود، بدءًا بالجيران (الجزائر، تونس، ليبيا…).
  • تحفيز ثورة اجتماعية إفريقية لأن التضامن العمالي دولي إذا أردنا ولادة الحرية.

تحيا نضالات الشباب والعمال!

لنحوّل هذا النضال إلى ثورة حقيقية!
من أجل الإفراج الفوري وغير المشروط عن المساجين!
لتفكيك قوات القمع للدولة الملكية!
يسقط النظام: الملكية، الدولة والرأسمال! محمد السادس ارحل!
لتفكيك هذه السلطة واستبدالها بمجالس فدرالية حرة!
لدينا عالم لنكسبه — تحيا الأممية البروليتارية!
تحيا الحرية! تحيا الديمقراطية الاشتراكية التحررية! ضد كل سلطة: لا سيد، لا دولة، لا منظومة أخلاقية تقيد الحرية!

مناضلون أناركيون متضامنون.

للمزيد من المعلومات راسلونا على:
contact@cnt-ait.info
أو essonne@cnt-ait.info

Laisser un commentaire