SOUDAN 2022 : LECONS POUR L’ANARCHISME
SUDAN 2022 : LESSONS FOR ANARCHISM
هذا التحليل للحركة التمردية الحالية في السودان ، يردد تحليلاً آخر كتبناه قبل 20 عامًا ، عقب الانتفاضة في الأرجنتين.
(Argentina 2001 : lessons for anarchism …)
تكاثر الحركات في العالم التي « تحطم القوالب الأيديولوجية القديمة من خلال وضع ميزتين جديدتين (والتي ستصبح من الآن فصاعدًا تلك الخاصة بالصراع الطبقي الدولي): الديمقراطية المباشرة ، ورفض مؤسسات الدولة » ، أي الجمعية بالإضافة إلى إن رفض التمثيل والمشهد ، بعيدًا عن ما بعد الحداثة الغربية الرائج جدًا في الأوساط الجامعية ، لا يمكن إلا أن يفرح الأناركيين الوحدويين كما نحن …
مهما كانت نتيجة هذه الحركة ، فإن ثوار السودان ، وفي مقدمتهم زملائنا الأناركيين ، قد بدأوا بالفعل عملية لا رجعة فيها من التحول الثقافي والأيديولوجي للمجتمع السوداني.
رفقاء من CNT-AIT فرنسا
ملاحظة: حملة التضامن مع المتمردين في السودان:
=====================
النزعات الأناركية في الثورة السودانية)
كنت أستمع إلى قناة الجزيرة وهي تجري مقابلات مع العديد من الرجال حول الأحداث في السودان. وقال الرجل الذي مثل صوت مجموعة البرهان إن المظاهرات ليست سلمية. الدليل الوحيد الذي قدمه لدعم ادعائه هو مشاركة الأناركيين في المسيرات. كان هذا الادعاء عرضًا للجهل والكذب من أبجيقات الفلسفة السياسية الذين ادعوا قبل أيام قادة الحزب الشيوعي هم الذين رفعوا الاعلام والشعارات الأناركية.
الأناركيون ليس لديهم وجهة نظر موحدة حول استخدام العنف لتحقيق أهداف ثورية. يعتقد البعض منهم أنه لا يمكن الإطاحة بالدولة والنظام الرأسمالي إلا بالمقاومة بأدوات عنفية ، وهناك مجموعات منهم تجيد تحطيم النوافذ والعربات واشعال الحرائق وقد تورطوا في اغتيالات مشهورة عبر التاريخ.
لكن العديد من أضواء ورواد الفكر الأناركي دعوا للوسائل السلمية وعارضوا استخدام الوسائل العنيفة. من الأناركيين المناهضين للعنف أصوات بارزة مثل – على سبيل المثال لا الحصر- نعوم تشومسكي، وهوارد ذن، وهنري كلاركوبيرتراند رسل القريب من الأناركيين والروائي المجيد ليو تولستوي الذي جادل بأن من واجب الأناركية أن تكون غير عنيفة لأنها، بحكم تعريفها، معارضة للإكراه وعلاقات القوة. ولأن الدولة عنيفة بطبيعتها، يجب أن تكون النزعة السلمية الهادفة أناركية بالمثل.
وقد تأثر الكثير من الأناركيين السلميين بفلسفات هنري ديفيد ثورو وتبلورت أفكارهم في مدرسة سميت بالأناركية (اللا-سلطوية) السلمية، وهي مدرسة فكرية تدافع عن استخدام أشكال المقاومة السلمية وغير العنيفة في النضال من أجل التغيير الاجتماعي وترفض مبدأ العنف الذي تنظر إليه على أنه شكل من أشكال القوة (السلطة) وبالتالي يتعارض مع المُثل الأناركية الرئيسية مثل رفض التسلسل الهرمي والهيمنة. لم تكن خيانة الحركات المسلحة السودانية للثورة ولشعب جنوب السودان مفاجئة لأي أناركي رغم انها احرجت أطياف الليبراليين واليساريين الذين ساندوها سابقا ايما احراج.
من المؤكد أن الثورة السودانية المندلعة حاليا تبنت (بصورة فطرية لا-واعية) خط أناركي قوي حتى قبل ظهور الأعلام الأناركية في شوارع المدن السودانية. فقط لإعطاء مثال واحد، اللجان الثورية ولجان الأحياء، التي هي القلب النابض للثورة، تتبع أفضل التقاليد الأناركية للتنظيم.
دعا الأناركيون دائمًا الي الركون الي لجان (خلايا) ثورية مستقلة ولا-مركزية. بينما يري الأناركيون انه يجب على هذه اللجان دائمًا التنسيق والتعاون الوثيق فان عليها ان تتجنب خلق قيادة هرمية مركزية.
إن غياب التسلسل الهرمي بين اللجان وغياب جسم مركزي قابض هو ما يميز المبادئ الأناركية في التنظيم عن مدارس الاشتراكية الأخرى.
سبب رفض الأناركيون للسلطة المركزية هو اعتقادهم الأساسي بأن السلطة في حد ذاتها، بأي شكل من الاشكال، هي مصدر السوء الأساسي في المجتمع وان الخيانة تقبع في الحمض النووي للسلطة، ولهذا السبب يتجنبون انتاج علاقات سلطوية أو تراتبية في تنظيماتهم وجهودهم الجماعية للتغيير.
السبب الآخر لرفض الأناركيون للسلطة المركزية هو اعتقادهم أن المركزية تضعف وتخنق الدفع الثوري وتجعل المنظمة هشة بمعنى أنه من السهل أو على الأقل من الممكن للعدو تقويض الجهود الثورية برشوة القادة أو ترهيبهم أو سجنهم أو حتى قتلهم: أضرب الرأس ليموت الجسد أو يصاب بالشلل لفترة أو إلى الأبد.
النزعة الأناركية جعلت من الصعب هزيمة الثورة السودانية وحيرت الديش والكيزان والدعمجية والخواجات والقحتيين. في أوساط لجان الأحياء اواللجان الثورية لا يوجد زعماء يمكن شرائهم أو ترهيبهم أو حبسهم لشل طاقة الشارع. ولهذا السبب بالتحديد لم تلجأ الحكومة إلى اعتقالات واسعة النطاق لقمع الثورة، فهي تعلم أن اعتقال مئات أو آلاف الأشخاص لن يوقف الثورة ولا يوجد بين الثوار شخص لا غني عنه تتوقف الثورة بذهابه أو برشوته ولا تري ثوار اللجان يصنعون في صنم عجوة يسجدون قباله أو يدشنون حملات لشكر جلكين أو اب حامي أو امام حداثي بكرفتة تضل الأمة بغيابه وتموت.
يعتقد الأناركيون أن الأدلة التجريبية تدعم مفهومهم النظري من اجل أفضل طريقة للتنظيم. يذكرون أن أنجح الثورات في التاريخ الحديث اتبعت التقليد الأناركي اللا-مركزي المتمثل في تجنب وجود زعيم أو رئاسة مركزية أو هرمية تراتبية.
اهم الثورات الناجحة في التاريخ الحديث تجنبت المركزية والهياكل التراتبية بما في ذلك حركة السود من اجل الحقوق المدنية في الولايات المتحدة التي غيرت العلاقات بين الأعراق ليس فقط في أمريكا ولكن في كل العالم بأسره.
الأمر نفسه ينطبق على الثورة النسوية التي غيرت التاريخ والمجتمع ولم يكن لها زعيمة ولا بابا (آسف لا ماما) ولا مركز ولا رئاسة ولا بقرة مقدسة.
والجدير بالذكر ان حركتي الحقوق المدنية والنسوية كانتا سلميتن تماما ولم تقف السلمية عقبة امام تغييرهما لمجري التاريخ الانساني.
ولكن من الناحية الديالكتيكية، فإن الطبيعة اللامركزية للتنظيم الأناركي التي تجعل الثورة غنية وحيوية ويصعب هزيمتها، إلا انها تطرح أيضًا تحديات تنسيق صعبة وخطيرة يصعب تعظيم الثمار في غيابها.
من الأهمية بمكان وجود تعاون نشط ووثيق بين هذه المئات من اللجان لتنسيق عمل المقاومة وصياغة أجندة إيجابية واضحة ورسم خريطة واقعية لتحقيقها. هذه الحاجة إلى التنسيق اللصيق لتحديد أهداف قصيرة المدى والتفاكر حول كيفية تحقيقها تحتاج إلى اهتمام وانتباه لجان هذه الثورة الرائعة.
خلاصة الامر ان أسس التنظيم الأناركي ترفض المركزية ولكنها تحث الثوار على التشبيك وتأسيس آليات متينة لتنسيق الفعل الثوري تحت قيادة جماعية تخضع لمحاسبة آنية من قواعدها في كل لجنة. ومن الممكن تحقيق ذلك بان تختار كل لجنة ممثلين يتصلون بممثلي اللجان الأخرى لينبثق منهم ممثلون للمدينة (الخرطوم) ليشبكون مع ممثلي المدن الأخرى (امدرمان وبحري) وهكذا وصولا الي جسم وطني فيدرالي يغطي كافة مدن وقري السودان.
-معتصم أقرع-
الأناركية هي الحل
al’anarkiat hi alhalu